«شارع المكتبات»| البيزنس الأسود لكليات أسيوط.. أنجح بـ«20» جنيه بمساعدة الأساتذة والمعيدين

زحام على مكتبات شارع المكتبات أمام الجامعة للحصول على المراجعة النهائية
زحام على مكتبات شارع المكتبات أمام الجامعة للحصول على المراجعة النهائية

ظاهرة هي الأخطر في التعليم الجامعي فاقت الدروس الخصوصية التي تحاربها الدولة يبيع فيها أساتذة بعض كليات جامعة أسيوط النجاح للطلاب بـ 20 جنيه من خلال مذكرة 15 ورقة تجمع كل ما يرد في ورقة الامتحان، عندما تصل منطقة شارع المكتبات  أمام جامعة أسيوط، تجد طوابير من طلاب كليتى «التجارة والحقوق»، للحصول على "المذكرات"، التى تحتوى على مختصرات للمناهج، وتوقعات لأسئلة الامتحانات، والتي يتم بيعها في "الأكشاك" المنتشرة  عند  سور مدرسة الزراعة أمام بوابة الجامعة والتي يعدها معيدين وأساتذة داخل الجامعة، ليقوموا بعد ذلك بإقتسام الأرباح مع هذه المكتبات.

 

مافيا الجامعة دروس خصوصية بشكل جديد  

في شارع المكتبات أمام بوابة جامعة أسيوط  العديد من المكتبات المتخصصة في بيع الملازم والملخصات والشيت  كل كلية على حدة، فهناك مكتبات لتجارة، وحقوق، وتربية، يصل سعر الملزمة إلى 25 جنيها، وتكون ذات حجم صغير وكتابة دقيقة محددة لعناصر ومُختصرة  عن الكتاب الجامعي، ويقوم باعداد هذه المذكرات معيدين من داخل الجامعة او خريجين وبيعها فى مكتبات خارج الجامعة، مقابل نسبة معينة من المبيعات  والاسوء أن بعض المعيدين  يمتلك أو يدير مكتبات بالكامل لحسابهم  في الخفاء لدرجة انه اصبح هناك ارتباط بين اسماء بعض  المعيدين واسماء المكتبات، ويروج المعيدين لهذه المذكرات من خلال السكاشن التي يقومون بتدريسها للطلاب داخل الجامعة  مما جعل الطلاب تدريجيا يعتمدون علي هذه المذكرات  كبديل للكتاب الجامعى، وهوما ادى الى تدمير التعليم الجامعى.

 

 

ويقول محمد عمر طالب بكلية التجارة الفرقة الثالثة، إن من الأسباب التي يؤدي إلى عدم ألتزم الطلاب بالجامعة والبحث عن البدائل في المذكرات، ومنها تكدس الطلاب في المدرجات بأعداد كبيرة في الدفعة التي تتجاوز 2000 طالب  ازدحام، واهمال المعيدين للسكاشن  وعدم شرحهم المنهج بالكامل و اعطاء الاولوية للمجموعات والكورسات الخاصة، تكرار الغاء السكاشن أو تحديد مواعيدها في أوقات متاخرة لا تناسب الطلاب، وتزاحم وتكدس الطلاب في حجرات السكاشن بسبب  زيادة عدد المجموعة الواحدة وضم أكثر من مجموعة في سكشن واحد، وعدم التزام الطلاب بالحضور في المجموعة الخاصة به والحضور في السكشن الذي يناسب ميعاد الطالب،عدم تفعيل الحضور والغياب في السكاشن، وتركيز المعيدين في الشرح علي الموضوعات الهامة فقط موضوع الامتحان وتلقينها للطالب وتلخيص هذه الموضوعات للطالب في اوراق مختصرة ليشتريها من المكتبات الخارجية بدل من أن يكون دورهم شرح مادة علمية ومساعدة الطالب علي البحث العلمي وتنمية روح التفكير والابداع بداخله.

 

 

أصحاب المكتبات: ده رزقنا.. والتقصير من الجامعة

و بالانتقال إلى أصحاب المكتبات يقول أحمد صديق صاحب مكتبه: « ده رزقنا وآكل عيشنا ارتبط بالجامعة ولو فيه مشكلة سببها كثافة المدرجات، وصعوبة الكتب الجامعية ، إحنا بنقدم تلخيص لها وبثمن بسيط حوالي 20 جنيها للملزمة،  وهناك طلبة تخرجت بتقديرات عالية ومنهم من أصبح معيد بفضل الملازم والملخصات من المكتبات.

 

 

وأضاف حسن محمد صاحب مكتبة انا بتعامل مع معيدين والمذكرات دي بتعرف الطالب نظام الامتحان وبتكون في شكل اسئلة وإجابة بيحفظها الطالب وبتساعده علي أنه يجيب تقدير، يعني الدكتور بيحط كل الاسئلة المتوقعة في حدود 10 إلى 15 صفحة بناءً عليه الطلبة بتنجح وتجيب تقدير.

 

 

 

الطلاب: 15 ورقة بـ 20 جنية تضمنلك النجاح

 

سمير جمال طالب بكلية الحقوق الفرقة الثانية: «بشتري الملزمة  بـ25 جنيها بدلا من الكتاب الجامعي اللي سعره 50 جنيها، وده أوفر لي في الفلوس، وفي الأخر الامتحان كله بيجي من الكام ورقة دول وابقي ما اجهدتش نفسي في الدراسة طول السنة وخدت المراجعات النهائية من معيدين ودكاترة المادة، كل اللي يهمني النجاح ميفرقش معايا الشهادة في الأخر تقدير»

 

وأضافت نهي عبد الفتاح طالبة بكلية التجارة: «أنا بشتري الملزمة من المكتبات أفضل من الكتاب الجامعي لأنها ملخصة فمثلا الكتاب 300 صفحة، وده صعب جدا أنه يتحفظ أو يتفهم، يتذاكر قبل الامتحان بشتري ملخص له بـ20 جنيه عبارة عن أسئلة وأجوبة مختصرة وسهلة الحفظ والفهم وأدخل بها الامتحان يضمن لي درجة النجاح وأحصل على تقدير جيد على الأقل لأن صاحب الملزمة متوقع الامتحان كويس وغالبا بيكون معيد ».

 

 

وتابع  حسام صفوت الطلاب بكلية التجارة: «ملازم  المكتبات  بتوفرعلينا حضور المحاضرات والتسجيل والكتابة وراء الدكتور، والمدرج بيحضر فيه 3 آلاف طالب وصوت الميكرفون ضعيف جدا مش بيوصل لكل الطلبة، وبعض الدكاترة بيتأخروا في طرح الكتب، والدكتور في نهاية التيرم بيحذف نصف الكتاب هشتريه ليه؟»

 

 وفى جملة جماعية  "، من الطلاب "مفيش خلاص تعليم .. كله بقي بزنس".

وهو الأمر الذي ربما يحتاج لوقفة جادة من  المسئولين على تلك المهزلة، لوقف الجهل المستشرى بين الطلاب  ومنع مستغلى المكاسب السريعة، سواء كانوا أساتذة ومعيدين، أو أصحاب مكتبات، من المتاجرة بعلم الطلاب، لأنهم فى النهاية هم مستقبل الوطن.